حرصت على الاستيقاظ مبكراً صباح يوم السبت الموافق 20 أبريل 2019 للإدلاء بصوتى فى أول أيام الاستفتاء على التعديلات الدستورية والتى دامت ثلاثة أيام لأول مرة فى تاريخ الإستفتاءات فى مصر، وصلت للجنتى الانتخابية الفرعية رقم 37 فى مدرسة الأهرام التجارية بنين بمساكن ضباط الرماية بمحيط منطقة حدائق الاهرام، حرصت على مصافحة وتحية رجال القوات المسلحة والشرطة الذين استقبلونى بكل البشاشة، دقيقة واحدة تقريبا قضيتها فى المدرسة أدليت خلالها بصوتى وشرفت بصور تذكارية مع رجال الجيش والشرطة، المدرسة كانت شبه خالية إذ لم أشاهد سوى 3 من الناخبين ربما لأننى لأننى ادليت بصوتى فى الدقائق الاولى من أيام الاستفتاء..
اختلفت الآراء حول الاستفتاء إذ وصفه البعض بالعرس الديمقراطى مستعينا بالوصف التاريخى الدارج الذى أطلق تقريبا على كل الاستفتاءات والانتخابات التى شهدتها مصر.. بينما اعتبر البعض بعض مشاهد الاستفتاء إهانة لشعب مصر ولكرامته وإهانة للديمقراطية ولطمة لها.
والحقيقة أن كل المشاهد التى ميزت أيام الاستفتاء وأبرزتها وكيفتها أجهزة الإعلام كل حسب موقفه من النظام سواء بالتأييد والوله أو بالمعارضة والرفض اختلفت الآراء حولها.. ويكفى الإشارة لكراتين الأطعمة التى اعتبرها البعض رشاوى مهينة لكرامة المصريين فيما اعتبرها البعض الآخر حوافز مقبولة جدا لتشجيع الناخبين على الإدلاء بأصواتهم..
وحتى عمليات حشد الناخبين من قبل الهيئات والمؤسسات والشركات ورجال الأعمال بمشاركة رجال الشرطة اعتبرها البعض إجبار للناخبين على الإدلاء بأصواتهم فيما اعتبرها البعض الآخر خدمة للديمقراطية التى تقوم على عدة أسس من أهمها المشاركة السياسية الواسعة للجماهير الأمر الذى يستوجب توجيه الشكر لكل من شارك فى حشد المواطنين للإدلاء بأصواتهم فى الاستفتاء.
وكان من الطبيعى أن تتنوع الآراء حول مشاهد الرقص أمام اللجان الانتخابية، فالبعض أشاد به كمظهر من مظاهر العرس الديمقراطى والبعض اعتبره دليلا على ما اعتبره حالة التوهان والتغييب التى طالت عددا لا بأس به من المصريين.
حتى المشهد الأخير من مشاهد الاستفتاء وهو إعلان النتائج تعددت الآراء بشأنه... فالبعض اعتبر النتائج قمة النجاح للنظام وبمثابة إعلان للثقة فيه.. والبعض اعتبر النتائج تأكيد على رفض أغلبية الشعب المصرى للتعديلات اذا ما تم جمع إعداد الذين قاطعوا الاستفتاء كلية مع أعداد المصوتين الذين رفضوا التعديلات وأصوات الذين تعمدوا إبطال أصواتهم رفضا للتعديلات وغضبا من المشهد العام.
عن نفسى أدليت بصوتى بما يتفق مع عشقى لمصر وما أتمناه لها وما أتمنى أن يعيشه اولادى وأحفادى، وبما ينسجم مع ما تعلمته من أساتذتى فى كلية الإقتصاد والعلوم السياسية عن الديمقراطية وعناصرها، وعن الدساتير وضرورة تطبيقها واحترامها.
-------------------
بقلم: عبدالغنى عجاج